في آخر القرن الثالث عشر الهجري كتب الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري (ت 1331هـ= 1913م)[1] سفرهُ الشهير (عقد الأجياد في الصافنات الجياد)، وكان تمام تصنيفه كما يقول مؤلفه في ربيع الأول عام 1290هـ الموافق لشهر مايو عام 1873م[2]، وقد نَـجَـزَ طبعهُ في حياة مؤلفه بعد عامين من تصنيفه ببيروت في السادس والعشرين من شهر رجب لعام 1293هـ، الموافق للسابع عشر من أغسطس لعام 1876م، كما صنع الأمير محمد مختصراً لكتابه أسماه: (نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد)، وفي الكتابين (العقد) و(نخبته) وضع الأمير محمد فصلاً يوضح فيه اختلاف أوصاف الخيل بحسب اختلاف أقاليمها[3]، وفي هذا الفصل أورد الأمير محمد أسماء العديد من أرسان الخيل العربية، وفي بعضها تصحيف وتحريف، كما أورد قصة خرافية في أصل الأرسان الخمسة، سارت بها الرُّكْبانُ نقلاً عنه، وهي قصة منكرة واهية، سأنقدها عقلاً ونقلاً.
الورقة الأولى من (عقد الأجياد) نسخة مكتبة الدولة في برلين
وقد قمتُ بالتَّوَثُّقِ من صياغة أسماء الأرسان التي دوَّنها الأمير محمد عبر مراجعة الطبعة الأولى من الكتاب التي طبعت في حياة مؤلفه، علاوةً على مراجعة نسخة خطيَّة من (عقد الأجياد) تحتفظ بها مكتبة الدولة في برلين، ونسخة خطيَّة من (نخبة عقد الأجياد) تحتفظ بها مكتبة طلعت باشا حرب المودعة بدار الكتب المصرية العامرة، وميزة نسخة مكتبة طلعت أنَّ ناسخها ضبط بالشكل أسماء الأرسان، وقد ظهر لي أن المصدر الذي نقل عنه الأمير محمد حديثه عن الأرسان الحديثة هو مصدر غربي أو مترجم، وأنه لم ينقل هذه الأرسان من مصدر عربي أو شفهي محليّ، وهو ما خمَّنه الشيخ حمد بن محمد الجاسر رحمه الله تعالى في (أصول الخيل العربية الحديثة).
يقول الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري في (العِقْد) مخبراً عن أرسان الخيل العربية الأصلية: "الخيل الشامية المشهورة خمسةُ أصناف – ويقال لها: نجادي –: صقلاوية، وأم عرقوب، والشويما، وكحيلة العجوز"[4]، وقال في (النُّخبة): "المشهور من الخيل الآن في البلاد الشاميَّة والعراقية خمسة: الصقلاوية، وأم عرقوب، والشويما، وكُحيلة العجوز، وعُبية"[5]، وهذه هي الأصول الخمسة عنده وعنها تتفرع كل الأرسان الفرعية حسب رأيه، ويعود ليؤكد على مذهبه هذا فيقول: "فكرائم خيل الشام وحرائرها كلها من نسل هذه الخمسة، ثم يتفرع عنها فروع"[6]، فيكون قد أورد رأيه في مصطلح الأرسان الخمسة، وحددها حسب رأيه، وذكر شهرتها في الشام والعراق، وأنَّه يُطلق عليه: "نجادي" أي النجديَّة، إشارةً إلى نجد موطنها الأوَّل ومستودعها العريق، ثم يدلف الأمير محمد بن عبدالقادر إلى قضية الأرسان الفرعيَّة، فيعدُّ أصولاً ثم يذكر فروعها، وبسبب التحريف والتصحيف الكثير في مطبوعة بيروت الأولى (1293هـ=1876م)، فإني لن أورد نصَّ كلامه، وسألخص ما ذكره مع الإحالة على مخطوطات (العِقْد) و(النخبة)، وفي الأخير ما ليس في الأول.
بدأ الأمير محمد بن عبدالقادر بذكر الصَّقْلاوية الجُدْرَانية، ومن فروعها عنده: الصقلاوية الوُبَيْرِيَّة، وصقلاوية نجمة الصبح، والصقلاوية الـمُريغيَّة، والصقلاوية القُمَيْصِيَّة. ثم أم عرقوب، ومن فروعها عنده: أم عرقوب أُشِيكي. ثم شُوَيْـمة السباح، وتفرَّع عنها: شُوَيْمة الكُبَيْشا. ثم كحيلة العجوز، ومن فروعها عنده: كحيلة رأس الفَدَوِاي، وكحيلة الثَّامِري، وكحيلة الـجَنُوب، وكحيلة الـمَعَارِف، وكحيلة الـمَنْدِيل، وكحيلة الـمُصَنّي، وكحيلة المشهور، وكحيلة النعام، وكحيلة الجوهرة، وكحيلة الشريف، وكحيلة الأخرس، وكحيلة المخْلَديَّة، وكحيلة حمدان السَّامِريّ، وكحيلة الطُّوَيْسَية، وكحيلة وَدْنَا الخُرَيْس، وكحيلة المعْنَقِيّة، وكحيلة الحِدرِجِيَّة، وكحيلة الـجُرَيْباء، وكحيلة أم عامر. ثم عبية الشرَّاك، ومن فروعها عنده: عبية أم جُرَيْص، وعبية الخضر، وعبية هَدْبَا البَشِير[7].
ثم جعل الهدباء نوعاً مختلفاً عن الأرسان الخمسة الأصلية بعد أن عدَّ هدباء البشير في فروع العُبيَّة الشرَّاكيَّة، وعدَّ من فروع الهدباء: المعنقيَّة أيضاً، وسبق أن ذكرها في فروع الكحيلة، وهو تخبُّطٌ عجيب، قال رحمه الله: "ومن خيل الشام صنفٌ آخر يُسَمَّى هُدَابة، وينقسم إلى خمسة أقسام"، وهي عنده: جَلْفي، ومَعْنَقِيَّة، ودَعْجَانِيَّة، وجُعَيْثِينِيَّة، وفُرَيْجَة، ثم جعل لهذه الخمس فروعاً أيضاً، فمن فروع الجلفة عنده: سعد الطوقان، وجلفة الغُصَيْني، وجلفة الفُطَيْمي، وجلفة العَجَمِيّ، كما ذكر للمعنقية فرعاً واحداً هو معنقية السُّبَيْني، وأظنُّه تصحيفاً من السبيلي، ثم قال مؤكِّداً أنَّ الكحيلة أُسُّ الأرسان وجذر المرابط: "وكافَّة هذه الفروع ترجع إلى كحيلة العجوز، وكرائم الكحيلات عند عرب بني مدلج والنجاديات"[8].
ويضيف حول دور النسب في اختيار أفحل النتاج: "وفحول تلك الأصناف العشرة التي تقدمت، منها ما يصلح للتقفيز، ومنها ما لا يصلح، ويُقال له في عرفهم: أُمُّهُ مظلومة، لأنها أنزاها فحلٌ غير معلومٍ أبُوهُ، ولذلك لقَّبُوه بلقب باسم مخصوص ليُعْلَمَ الفرق، مثل: صقلاوية الجدران، سمُّوها بصقلاوية اوبيرية"[9]. ويُخبر الأمير محمد بأنَّ الأعراب يعتبرون النسب للأفراس العتاق أكثر من اعتبارهم للشكل والجمال، ثم يذكر خيل قبيلة الظفير، وقد تصحف عليه اسمها، فيقول: "ولا يعتبرون الأوصاف المستحسنة أن تكون في الفحل، وإنما يعتبرون شهرته بأنه فلان ابن فلانة، ويقصدونه من الأماكن البعيدة، والآن ينسبون الفحل لأمه، ومن الخيل المشهورة: خيل مشايخ بني ظافر، قبيلةٌ ما بين بغداد والبصرة، وهذه الخيل لا يبيعونها أربابها ولو بوزنها"[10].
وقال في (النخبة): "وفحول هذه الأصناف جميعها منها ما يصلح للتقفيز، وما لا يصلح، ويُسَمَّى: مظلوم الأم، لأنه مجهول الأب، ولا يعتبرون حُسْنَ خِلْقَة الفحل، وإنما يعتبرون صحَّة نسب أبيه، وقد اشتهر عندهم أنَّ الأنثى كالصندوق المقفول، فأي فحل ادُّخِرَ فيها اسْتُخْرِجَ منها، ولذا كانوا يقصدون الفحل من الأماكن البعيدة"[11].
ويرى الشيخ حمد الجاسر رحمه الله أن الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري قد نقل حديثه عن الأرسان من مصدر غربي، أو كما سمَّاه: إفرنجي، ومما يؤكد هذا التوقع عندي عدة أمور، أوَّلها: التخبط الشنيع عند عدِّه للفروع والأصول خصوصاً في حديثه عن الهدباء والمعنقية، وثانيها: التصحيف والتحريف الذي نال أسماء الأرسان والأعلام، فالظفير عنده: بنو ظافر، ومعنقية السبيلي: معنقية السبيني، ومرة يقول: هدباء، ومرة: هدابة، وهذان الأمران مشعران ببعده عن المصادر الشفهية والمحلية، ونقله عن إحدى الرحلات أو التدوينات الغربية. وثالثها: التشابه الكبير الذي يصل إلى حد التطابق بين ما أورده الأمير محمد بن عبدالقادر وما نشره عَصْرِيُّهُ جرجس طنوس عون اللبناني الصيدلي في كتابه (صدق البيان عن طبّ الحيوان) عام (1301هـ= 1884م) حول أرسان الخيل العربية الحديثة[12]، مع اختلاف يسير في الصياغة والضبط، وعبارة جرجس أوضح وأرقى، لذا فإنِّي أُرَجِّحُ أنَّهُما ينهلان من معين واحد، وإن لم يُصَرِّحا به، ومما يشجعني على هذا المذهب كثرة النقول التي أوردها جرجس في فصل الخيل عن المؤلفين الغربيين، خصوصاً الفرنسيين منهم، وسيأتي الحديث عنه مفصلاً، أمَّا القصة الخرافية التي تحكي قصة نشأة الأرسان الحديثة وتلصقها بسيل العرم! فقد رواها الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري في (العِقْد) و(النخبة)[13]، وأورد جرجس طنوس عون طرفاً منها على وجه الاختصار، ولم يأت بها تامَّة[14].
(صدق البيان) لجرجس طنوس عون
ولعلَّ الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري أشهرُ من روى هذه الخرافة، فسارت بها الرُّكْبان، وتناقلتها كثير من المصادر عنه دون نقد، وتم سردها بكل ثقة لعقود كحقيقة مُسَلَّمة، بينما أشار نفرٌ من النقّاد إلى ركاكتها ونكارتها وعلى رأسهم الشيخ حمد بن محمد الجاسر في (أصول الخيل العربية الحديثة)، ومما يشار إليه أيضاً أنَّ اللُّغوي المؤرخ أَنَسْتاس مارِيّ الكِرْمِلِيّ أورد خرافةً أخرى[15] تشابه الخرافة التي أوردها الجزائري، وبينهما اختلاف يسير، وسأورد نصَّ رواية الأمير الجزائري ثم أبيِّن عُوارَها ونكارَتَها.
قال الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري: "حُكِيَ أنَّه لـمَّا وقع سيل العَرِم فَرَّت الخيل، ولحقت بالقفر مع الوحوش، فظهر منها خمسة من كرائمها في بلاد نجد، فخرج خمسةُ نَفَرٍ في طلبها فعثروا عليها وتَرَصَّدوا مَوارِدَها، فإذا عي تَرِدُ عيناً لا يوجد غيرها في تلك الناحية، فعمدوا إلى خشبة وأقاموها بإِزاءِ تلك العين فانحدرت الخيل لتشرب فلمَّا رأت الخشبة نَفَرَت راجعةً، ثم لـمَّا أَجْهَدَها العطش اقتحمت وشربت، ومن الغد جاءوا بخشبة أخرى وأقاموها بجنب الأولى، وهكذا إلى أن تركوا فُرْجَةً لوُرودِها وصُدورِها، ولم تزل الخيل تنفر ثم تقتحم، إلى أن أَنِسَت بالأخشاب، ثم عمدوا ذات يوم بعد أن دخلت لتشرب فَسَدُّوا الفُرْجَة من وراءها وتركوها محبوسة إلى أن أَجْهَدَها الجوع، وضَعُفَ نشاطها، وأَنِسَتْ بهم، فركبوها وخرجوا يبغون منازلهم، فنفدت أزوادُهم، وأجهدهم الجوع، فتفاوضوا في ذبح واحدة منها، ويجعلون لصاحبها حظّاً في الأربعة الباقية، ثم بدا لهم أن لا يفعلوا بعد المسابقة، والتي تتأخر يذبحونها، فتسابقوا وعزموا على ذبح المتأخرة، فأبى صاحبها إلا بعد أن يعيدوا المسابقة، ففعلوا فتأخرت أخرى من الأربعة، وهكذا إلى أن رجع الأمر للأولى، فبينما هم كذلك إذ لاح لهم قطيع غِزْلان فطردوه، فظفر كل واحد بغزال، ثم سَمَّوا التي سبقت في الأدوار كلها: صقلاويّة، لصقالة شعرها، وكان اسم صاحبها: جُدْرَان فقالوا لها: صقلاوية الجدران، وسَمَّوا الثانية: أم عُرْقُوب، لالتواءِ عرقوبها، وكان اسم صاحبها: شُوَيْه، وسَمَّوا الثالثة: الشُّوَيْـمَا، لشاماتٍ كانت بها، وكان اسم صاحبها: سَبَّاح، فقيل لها: شُوَيـْمَة السبَّاح، وسَمَّوا الرابعة: كُحَيْلة، لكحولة عينيها، وكان اسم صاحبها: العَجُوز، فقيل لها: كُحَيْلة العَجُوز، وسَمَّوا الخامسة: عُبَيَّة، وذلك أنَّهم لـمَّا تسابقوا وقعت عباءة صاحبها على ذيلها فلم تزل رافعةً ذيلها والعباءة متعلقة به إلى آخر الميدان، وكان اسم صاحبها: شَرَّاك، فقيل لها: عُبَيَّة الشرَّاك، فكرائم خيل الشام وحرائرها كلها من نسل هذه الخمسة"[16]، ويمكننا انتقاد هذه الحكاية بأربعة أوجه:
الوجه الأول: مخالفتها للعقل، فنشأة الأرسان الخمسة حديثة، وأقدمها نشأةً حسب ما توفر لي من مصادر هي دهماء شهوان التي ذكر صاحبها شهوان بن ضيغم في القرن السابع الهجري/ القرن الثالث عشر الميلادي، تليها الكحيلة، وهي أكثر الأرسان توثيقاً في المصادر فقد ذكرها غير واحد من المؤرخين في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، والتاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي والحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، وبين هذين القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي وحادثة سيل العَرِم الواقعة على مملكة سبأ قريباً من زمن سيِّدنا سليمان عليه السلام قرونٌ ودهور، فيستحيل أن تكون نشأة الأرسان الخمسة بهذا القدم، وقد كانت قبلها الأعوجيات وغيرها من الخيل القديمة المنسوبة، وسيل العرم زمنُه ليس بعيداً من تأريخ إهداء سليمان عليه السلام الحصان الشهير بزاد الركب إلى الأزد، لذا فالقصة مستحيلةٌ عقلاً.
الوجه الثاني: مخالفة القصة للنصوص والروايات الثابتة التي جاءت في (أصول الخيل العربية) المؤلَّف برسم عباس باشا وغيره من المصادر التي عُنِيَت بسرد خبر الأرسان عن أصحاب المرابط أنفسهم كآل جدران والشرَّاكي والسّمْرِي، وغيرهم ممن حكوا خبر مرابط آباءهم، وحددوا زمن نشأتها، وتأريخ نسبتها إليهم وإلى أجدادهم، وبين هذه التواريخ المذكورة وسيل العرم كما سلف قرون ودهور.
الوجه الثالث: تعتمد الحكاية المذكورة اعتماداً مطلقاً على التحليل اللغوي لأسماء الأرسان، وهو دليل الصناعة ، وعن ذلك يقول الكِرْمِلِيّ: "ولا يخفى ما في هذه الحكاية من التلفيق، فإنَّه ظاهرٌ لكل ذي عينين، وكلُّه عندي مبنيٌّ على تأويل الألفاظ ليس إلا، كما يظهر ذلك من تدقيق النظر في فقرات هذه الرواية وعَرْضِها على التاريخ، ولا حاجة إلى نقدها"[17]، وهذا لا يعني خطأ التحليل اللغوي الوارد في الحكاية، فجُلُّ هذا التحليل صحيح وهناك نصوص تعضّده، لكن وضعه كله في سياق قصة واحدة وربطها بتاريخ سيل العرم هو ما جعلنا نَصِمُ هذه الرواية بالتلفيق والصناعة.
الوجه الرابع: حين يتحدث الأمير محمد عن خيل بادية الشام ذات الأصول النجديَّة أو كما سماها (الخيل الشاميَّة) و(النجاديات) أو (النجادي) فهو بلا شك عندي ينقل عن غيره عربيّاً كان أم غربيّاً، فقد قدم الشام يافعاً، وسكن مع أبيه في دمشق، وهو حديث عهد ببادية الشام، ويخفى عليه كثيرٌ من دقائق أخبارها، فليس بالحجة في الباب حتى نقطع بحديثه في أمر أَصْلِيٍّ كهذا، وللأسف أنَّ الأمير محمد لم يذكر الأمير المصدر الذي نقل منه هذه الحكاية على نكارتها.
الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري (الزركلي، الأعلام، ج6: 213)
ولعلَّ أول من نقل خبر الأرسان عن كتاب الأمير محمد بن عبدالقادر بعد سُنَيّات من طباعة كتابه في آخر القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي هو الفارس والبيطار اللبناني يوسف فرنسيس الحاصباني (ت 1310هـ= 1892م)[18] في كتابه (سراج الليل في سروج الخيل)، المطبوع في بيروت عام (1298هـ= 1881م)، وقد نقل كلام الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري باختصار شديد في فصل موضوعه "في أصل الخيل وأسماء أنسابها ويسمى في المشهور بيتها أو رسنها"[19]، وذكر أحد عشر رسناً، هي: المعنقية، والعبية، والصقلاوية الجدرانية، والصقلاوية الوبيرية، والكحيلة، وأم عرقوب شويهة، والشويمة، والجلفة، والدعجانية، والجعيثنية، والفريجة، ثم قال: "ويتفرع من هذه العشر فروع شتى، فمن أراد الاتساع فعليه بكتاب جناب الأمير محمد المشار إليه"[20]، وقد عدّها عشراً رغم أنها أحد عشر لأنه اعتبر كلا من الصقلاوية الوبيرية والصقلاوية الجدرانية رسناً واحداً، وكتاب الحاصباني ذيلٌ على كتاب الأمير الجزائري وتكميل له كما صرح في مقدمته.
(سراج الليل) للحاصباني
رحم الله الأمير محمد بن عبدالقادر الجزائري، وجزاه خيراً على ما قدَّمه من جهود في كتابيه (العقد) و(النخبة)، ولا يخفى أن مثل هذه الملاحظات التي أوردتها هنا لا تنقص من قيمة الكتابين وأهمية بقية أبحاثهما، رغم ما وقع من هنات في باب الأرسان.
[1] - طالع لترجمته: خير الدين الزركلي، الأعلام، ج.6: 213.
[3] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 262.
[4] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 262.
[5] - محمد عبدالقادر الجزائري، نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، (القاهرة: دار الكتب المصرية، أدب طلعت 4736): ق157.
[6] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 263.
[7] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 263؛ عقد الأجياد في الصافنات الجياد، (برلين: مكتبة برلين الحكومية، 4087): ق147/ب؛ نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة دار الكتب المصرية: ق159.
[8] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 263-264؛ عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة مكتبة برلين الحكومية: ق148/أ.
[9] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 264. وفي (النخبة) باختلاف يسير. محمد عبدالقادر الجزائري، نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة دار الكتب المصرية: ق159.
[10] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 263؛ عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة مكتبة برلين الحكومية: ق147/ب. وفي (النخبة) بذات المعنى مع اختلاف يسير، وزاد عليه ذكر أنواع بيع الخيل عند البدو المتأخرين، كالمثنوي وغيره. محمد عبدالقادر الجزائري، نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة دار الكتب المصرية: ق159، 161.
[11] - محمد عبدالقادر الجزائري، نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة دار الكتب المصرية: ق159.
[12] - جرجس طنوس عون، صدق البيان في طب الحيوان (بيروت: د.ن، 1301هـ= 1884م): 10-15.
[13] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 262-263؛ عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة مكتبة برلين الحكومية: ق146/ب-147-ب؛ نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة دار الكتب المصرية: ق157-158.
[14] - جرجس طنوس عون، صدق البيان في طب الحيوان: 12.
[15] - أنستاس ماري الكرملي، الخيل العراب عند العرب والأعراب: 167-171.
[16] - محمد عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد: 262-263؛ محمد بن عبدالقادر الجزائري، عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة مكتبة برلين الحكومية: ق146/ب-147-ب. والقصة في (النخبة) أيضاً باختلاف يسير، وقد أفدت ضبط الأعلام والأرسان بالشكل منها. محمد عبدالقادر الجزائري، نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، نسخة دار الكتب المصرية: ق157-158.
[17] - أنستاس ماري الكرملي، الخيل العراب عند العرب والأعراب: 171.
[18] - طالع لترجمته: عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية، ج.4 (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1414هـ= 1993م): 175-176.
[19] - يوسف فرسيس الحاصباني، سراج الليل في سروج الخيل (بيروت: المطبعة العمومية، 1298هـ= 1881م): 100.
[20] - يوسف فرسيس الحاصباني، سراج الليل في سروج الخيل: 100- 101.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق