السبت، 7 أغسطس 2021

أبيات نادرة للشاعر البصري علي بن ملا محمد في رثاء الشيخ مبارك الصباح (1334هـ=1915م)

 

وقفتُ على أبيات نادرة في رثاء الشيخ مبارك بن صباح بن جابر بن عبدالله الصباح، أمير دولة الكويت السابع، وهي أبيات للشاعر علي بن ملاَّ محمد، من شعراء البصرة، توفي عام (1355هـ = 1936م)، وقد وردت هذه الأبيات في (ديوانهِ) الذي جمعهُ الشيخ المؤرخ محمد بن حمد العسَّافي (توفي 1394هـ = 1974م)، وهو مخطوط محفوظ في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة تحت رقم (4957).

ونلاحظ أن الشاعر قد استخدم حساب الجُمَّل في آخر الأبيات كي يؤرخ لوفاة الشيخ، وقد أرَّخهُ بقوله: "ماتَ أميرُ الكويت"، ومقابل كل حرف من هذه الكلمات رقم ٌ يعادله حسب قاعدة حساب الجُمَّل، وإذا استخرجنا ما يعادل هذه الأحرف وجمعناها استخرجنا سنة الوفاة وهي عام (1334هـ).


قـ ـيـ ـل

100 + 10 + 30

140

لـ ـه

30 + 5

35

مـ ـات

40 + 1 + 400

441

أ مـ ـيـ ـر

1 + 40 + 10 + 200

251

ا لـ ـكـ ـو يـ ـت

1 + 30 + 20 + 6 + 10 + 400

467

المجموع

1334


الشاعر وديوانه

وقد حاولتُ جاهداً البحث في المصادر الأدبية والتاريخية التي تتعلق بالأدب في العراق أو البصرة فلم أجد شيئاً حول الشاعر خلا سطور معدودة مهَّد فيها العسَّافي بين يدي (ديوانه)، يقول فيها مترجماً للشاعر: "علي بن مُلاَّ محمَّد، السَّاكنُ في مقاطعة اليهودي من توابع قضاء أبي الخصيب التابع للواء البصرة من بلاد العراق، الـمُتَوَفَّى في (6 شوَّال سنة 1355هـ) عليه الرَّحمة".

يخبر (الديوان) بمشاركة أدبية واجتماعيَّة واسعة للشاعر في أوساط مجتمعه، كما تشعر مناسبات قصائده بأنَّه عاش زمناً في بلدة الزبير أو أنَّه كان ذا صلة وثيقة بأهلها، ونجد له مساجلات مع فضلائها كالشيخ عبدالمحسن البابطين، كما أنَّه كتب قصيدة لما وقع الخلاف بين أهالي الزبير وقاضيهم حول وقف مدرسة الدويحس، ومن أصدقاءه الزبيريين الشيخ محمود المجموعي، وقد قرظ له كتابه (التحفة البصرية)، وعندما تم الإعلان عن إنشاء مدرسة للإناث في الزبير أعلن الشاعر رفضه لهذه الفكرة عبر قصيدة طويلة، ثم ما لبث حتى عدل عن رأيه وعاد إلى صوابه، فكتب قصيدة أخرى يثني فيها على تعليم الإناث. وفي شعره إشارة لأحد التجار الكويتيين المقيمين بالعراق آنذاك وهو عبدالعزيز بن عمر الفليج الذي هنأهُ الشاعرُ بمناسبة شراءه داراً في العشَّار عام (1347هـ=1928م).

ومن أشعاره الاجتماعيَّة قصيدة يهاجم فيه ما أسماه "التفرنج"، وأخرى هزليَّة يهاجم فيها رجالاً هم طوع نسائهم حتى في الدخول والخروج، ومن أشعاره المتعلقة ببعض الحوادث قصيدة بمناسبة افتتاح الطريق العام بين البصرة وأبي الخصيب، وقصيدة بمناسبة بناء الجسر الذي بُني على نهر أبي الخصيب عام (1341هـ=1922م)، وقصيدة يؤرخ فيها سقوط البصرة بيد الإنجليز في (1/1/1333هـ = 19/11/1914م)، ورثاء عبدالمحسن باشا السعدون رئيس وزارة العراق، كما أن الشاعر يبدو من هجائي عصره ففي (ديوانه) الصغير عدة قصائد لاذعة.


الأبيات:

وقال مؤرِّخاً وفاةَ الشيخ مبارك الصُّباح أمير الكويت

لا تُغْفِلِ الموتَ وقُلْ دائماً: * أعوذُ باللهِ وفيهِ اهْتَدَيتْ

والدهرَ لا تأمن من غَدْرِهِ * وإن تعاظَمْتَ لهُ أو طَغَيتْ

صروفُهُ تأتي على غِرَّةٍ * وخَطْبُهُ يَهْدِمُ ما قد بَنَيتْ

كم هَدَّ رُكْناً بالعُلى شامخاً * وكم أقامَ الحُزْنَ في كلِّ بَيتْ

وقائلٍ قد قال ما أرَّخوا؟ * قيل له: "ماتَ أميرُ الكويت"

                                  (1334)



غلاف مخطوط (ديوان علي بن ملا محمد)





أبيات الرثاء من مخطوط (الديوان) بخط العسافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق