الجمعة، 13 مارس 2015

النتيجة الكويتية للعصفور والعسعوسي .. كتاب فلكي كويتي نادر ..


تقويمٌ فلكيٌّ كويتيٌّ نادرٌ

النَّتيجة الكويتية للعصفور والعسعوسي

نقف اليوم مع كتاب نادر، يعدُّ من أوائل التصانيف الفلكية الكويتية التي وصلتنا، ألا وهو كتاب "النتيجة الكويتية" الذي اشترك في تأليفه فلكيَّان كويتيَّان هما النُّوخِذة حسين بن عبدالرحمن العَسْعوسي، و النُّوخِذة محمد بن عيسى العصفور، رحمهما الله.

النتيجة:

النَّتيجة كما في (المعجم الوسيط) (مادة ن ت ج): هي التقويمُ السَنَوِيُّ الـمُسْتَخْرجُ من الحساب الفلكي، وقد فات كُلاً: أحمد البشر الرومي في (معجم المصطلحات البحريَّة)، وحمد السّعيدان في (الموسوعة الكويتية)، وحسن شهاب في (الملاحة الفلكية عند العرب)؛ التعريف بها، وذكر الدكتور يعقوب الحجي في (نواخذة السفن الشراعية): أنها روزنامة فلكية.

التعريف بالمؤلفين:

أوَّلُهما: حسين بن عبدالرحمن العَسْعوسي، أحد نُواخِذة السفر الـمَهَرة، ركب البحر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وحصل في عام (1938م) على شهادة في شئون الملاحة من القبطان البريطاني الليفتينانت ماثيوس بعد أن أجري له اختبار على ظهر البارجة شورهام، وترك العمل في البحر عام (1949م) لانقطاع الطلب على السفن الشراعيَّة، واستفاد منه وتعلم على يديه العديد من النواخذة كالنُّوخذة سالم العبدالجادر والنُّوخذة عيسى المطر، توفِّيَ رحمه الله عام (1986م).

وثانيهما: محمد بن عيسى العصفور، أحد نُواخِذة السفر الـمَهَرة، ولد عام (1908م)، ركب البحر وهو ابن خمس عشرة سنة، وتعلَّم مبادئ السفر، وعرفَ استخدام آلة الكمال التي تستخدم لتحديد موقع السفينة في عرض البحر، وقراءة الخرائط البحرية، حصل في عام (1938م) على شهادة في شئون الملاحة من القبطان البريطاني الليفتينانت ماثيوس، بعد أن أجري له اختبار على ظهر البارجة شورهام، وتوفي رحمه الله عام (1962م).

التعريف بالمتبرعَيْن بطباعة النشرة الأولى من الكتاب:

للأسف أنني واجهت صعوبة عند التعريف بهذين العَلَمَيْن الجليلين، بسبب شحّ المصادر عنهما، فعبدالله الحمد الصقر لم يكتب عنه إلا أقل من سطر واحد في (الشخصيات الكويتية) للدكتور أحمد العلي، أما عبدالله الزيد الخالد فوقفت على بعض أخباره وشمائله في (شخصيات كويتية ومناسبات اجتماعية) للأستاذ غانم يوسف الشاهين الغانم، إلا أنها لا تفي بغرض التعريف به، وقد حاولت التعريف بهما بقدر المستطاع.

أَوَّلُهما: الوَجيه التاجر عبدالله حمد الصَّقر، من أسرة تجارية كريمة، اشتهرت بالتجارة الواسعة، حتى وُسِمَ والد الـمُتَرْجَم بـ(ـمَلِكِ التُّمور)، توفي في البصرة حسب ما حكى لي العمّ محمد الصالح الإبراهيم شفاه الله، وحددها الأستاذ أحمد العلي في (الشخصيات الكويتية) بالعام (١٩٣٩)، ويشكل على ما سبق ما أورده الأستاذ أحمد البشر الرومي نقلاً عن الإذاعة في (مذكراته) أنها في لندن عام (١٩٧٤) !! 

ثانيهما: الوَجيه التَّاجر عبدالله الزيد الخالد، من أسرة تجاريَّة لها مساهمات كبيرة في الإصلاح والتنمية منذ نشأة الكويت، وهو أحد أعضاء النادي الأدبي .

النشرة الثانية من الكتاب:

طبع الكتاب مرَّةً أخرى عام (1406هـ=1986م) بمطبعة حكومة الكويت، وقد تم صفّ الكتاب بحرف جديد، ونشر بأوَّل الكتاب صوراً شخصية للمؤلفين، وشهادتهما الملاحيَّة الصادرة من الليفتنانت ماثيوس في (2/يوليو/1938م)، وتقع هذه النشرة في (39) ورقة من القطع الكبير.

التعريف بالكتاب:

يقع الكتاب في (41) ورقة من القطع الصغير، وقد طُبِعَ عام (1352هـ=1933م) في المطبعة الوطنيَّة في العَشَّار من ضواحي البصرة، على نفقة وجيهَيْنِ كريمَيْنِ من أفاضل تُجَّار الكويت المحسنين، وهما الوجيه الفاضل عبدالله الحمد الصقر، والوجيه الفاضل عبدالله الزيد الخالد، وقيامهما بتمويل طباعة الكتاب عملٌ مشكورٌ، يدلُّ على الاهتمام بالعلم، وتشجيع المؤلفين، ونشر الكتب، خصوصاً ما تمس إليه الحاجة، نحو كتابنا هذا.

وقد دعت دواعٍ لتصنيف هذا الكتاب، بينها المؤلِّفان في مقدمتهما؛ أَوَّلُها: انتهاء مدة النتائج الكويتية آنذاك وانقراضها، مما يشير إلى وُجود جهودٍ كويتية سبقت عملهما، وثانيها: إلحاح  أصدقاء الـمُؤَلِّفَيْنِ؛ بسبب الحاجة الماسّة، وثالثها: رغبتهما في خدمة الوطن، من خلال سدّ هذا الفراغ.

وقد تَجَشَّم المؤلفان عدة صعوبات في سبيل تحقيق هذا الهدف، من معاناة الحسابات الفلكية، والرجوع إلى بعض المصادر التي توفرت لديهما، علاوةً على ترتيب القواعد وتبسيط المعلومة خدمةً للقارئ، واختتما مقدمتهما بالاعتذار للقارئ عن الخطأ، وبذلهما أقصى إمكانياتهما في سبيل تحقيق هدفهما، وفي اعتذارهما إلى القارئ دليل على تقبلهما للنقد العلمي، وتمعتهما بأدب البحث، حيث لم يُنَزِّها عملهما عن الخطل والزلل، ولم يمتدحا عملهما أو يفضّلاه على سواه من الأعمال العلمية، وكفى بها منقبةً للباحث، وعلامة على صدقه.

وتبدأ هذه (النتيجة) بشهر محرم (1350هـ) الموافق لشهر مايو (1931م)، وتنتهي في شهر ذي الحجة عام (1414هـ)، الموافق لشهر مايو (1994م)، أي أنها تغطي ستين عاماً، وقد وضع المؤلفان في بدايتها شرحاً مفصلة لطريقة استخدام الجدول، ويستغرق الجدول الصفحات (3-7).

ثم شرع المؤلفان في جدولٍ آخر خصص لمعرفة أوقات الصلاة طوال السنة، وفي هوامشه فوائد حول البروج والمطالع، ويستغرق الصفحات (7-26).

وينتهيان بجدول خُصِّصَ لمعرفة دخول البرج في أيِّ يومٍ من أيَّام الأسبوع، وكم يعادل في الشهر القمري، ويستغرق الصفحات (27-34).

واختتم المؤلفان سِفْرهما المختصر، بفوائد فلكية متنوعة، أهمها أبيات في معرفة السَّنة الكبيسة، انتقاها المؤلفان من منظومة نادرة للعلامة الجليل محمد بن عبدالله بن بن محمد فيروز الحنبليّ، الـمُتَوّفَّى بالبصرة (ت1216هـ)، أحد أعيان علماء الحنابلة في القرن الثاني عشر الهجري، وعنوانها ((عُجالةُ الـمُسْتَعْجِل))، والتي لا تزال في عِداد المخطوطات، ومما تجدر الإشارة إليه أن منها نسخة نادرة، يحتفظ بها الشيخ الأديب محمد الصالح الإبراهيم شفاه الله وعافاه في خزانته العامرة، ومنها أيضاً نسخةٌ خطيَّة في مكتبة خاصة بالأحساء، أفادني بها الدكتور حسن الحسين وفقه الله، كما ذكرها الأستاذ خالد المانع في كتابه ((مؤلفات علماء نجد المخطوطة))، وعن حجمها يذكر العلامة المؤرِّخ محمد بن عبدالله ابن حميد (ت1295هـ) في (السُّحُبِ الوابلة) (3/979) أنها تقع في نحو ثلاثمائة بيت.

كما استغل المؤلفان الفرصة، ليقوما بتحقيق ونشر (منظومة في حساب النجوم والبروج والشُّهور الروميَّة) من نظمِ الشيخ محمد بن شهوان بن عبدالله بن محمد الشهوان (ت1379هـ)، أحد علماء الزبير، ومن أصدقاء عالم الكويت الشيخ عبدالله الخلف الدحيان (ت1349هـ=1931م)، وهي من المنظومات التي عُنِيَ بها العلماء حفظاً وتدريساً ونسخاً، ومنها عدَّة نسخ خطية في المكتبات الخاصة، منها نسخةٌ في مكتبة الأخ الباحث حسان بن إبراهيم الرديعان الخاصة في حائل.

وممن عُنِيَ بهذا السِّفر نسخاً وإفادةً؛ النوخذة عبدالله عبدالعزيز البراك في مُرْشِدِهِ البَحْريِّ الموسومِ (بالدفتر المترجم في جميع المسائل والمعاني)، صَنَّفه عام (1368هـ=1949م)، فانتسخ بأوَّله كتابنا هذا كاملاً، حتى أنه أورد الفوائد والقصائد والرسوم في الصفحات (19-52)، ثم عَزَّزهُ بفوائد ورسوم من عنده، ويُعَدُّ بهذا نسخةً مخطوطةً لكتابنا، وقد صدر (الدفتر) عن مركز البحوث والدراسات الكويتية (2010م)ـ بإشراف د.يعقوب الحجي، وقَدَّمَ له د. عبدالله يوسف الغنيم.

شكر وتقدير:

ختاماً نتقدَّمُ بالشكر الوافر الجزيل إلى د.صالح العجيري حفظه الله الذي سمحَ لنا بتصوير نسخة نادرة من الكتاب تحتفظ بها خزانته الفلكيَّة العامرة، والشكر موصول للأخ الفاضل/ المهندس إبراهيم الجامع، والأخ العزيز/ عبدالرحمن محمد الإبراهيم؛ على سِعايتهما المبرورة، كما أشكر الباحث الفاضل/ نواف العصفور على تكرمه بتصوير نسخةٍ من النشرة الثانية (للنتيجة)، والتي يحتفظ بنسخة منها في متحفه البحريّ المميز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق