(خمس جنسيات والوطن واحد) .. عنوان اختاره الفلسطيني طلعت يعقوب الغصين لمذكراته التي يجوب خلالها أرجاء فلسطين واليمن والكويت وأمريكا معلماً ومذيعاً وصحفياً ودبلوماسياً وسياسياً في أدوار أبرزها دوره في المشهد السياسي الكويتي، إذ أصبح موظفاً في سكرتارية أمير الشيخ عبدالله السالم الصباح، وكُلّف بالكثير من المهام المحلية والدولية، خصوصاً أثناء أزمة عبدالكريم قاسم عام ١٩٦١م، لتستغرق الأزمة وماجرياتها أكثر من ثلث مذكرات الغصين، الذي لم يترك ولم يذر صغيرة ولا كبيرة إلا سجلها حتى أنه أثبت نصوص الخطابات التي ألقاها مندوبا العراق والكويت في الأمم المتحدة وغيرها من النصوص الكاملة لوثائق وبيانات وخطابات واجتماعات متعددة مما يشير لوجود أرشيف كبير بين يديه أثناء تأليف الكتاب.
كما تميز بذكر انطباعاته الشخصية نحو بعض الرجالات والشيوخ، ونشره لحوالي خمسين صورة نادرة، ربما لا تكون كل ما لديه من صور، ويؤكد ذلك ما سجله صديقه عدلي صادق في إحدى مقالاته من أنه رأى مئات الصور التذكارية معلقةً على جدران منزل الغصين في تونس .
ويختم الغصين سرده في تلك المذكرات عند بداية حياته الدبلوماسية تاركاً لنا ٦٩٥ صفحة سطر بها ردحاً من أيامه ولياليه، بيد أنه عاش بعدها زمناً ليس بالقصير، لم يدون لنا أخباره وماجرياتها، وربما يكون دوّنه ولم ينشر بعد!
رحم الله طلعت .. وغفر له ..
مقتطفات من المذكرات :
* قال عن عبدالله السالم:
لم يكن يقرأ فقط! بل كان يفكّر كثيراً في الحكمة المكتوبة بخط جميل على باب قصر السيف: لو دامت لغيرك ما اتّصلت إليك!
* قال عن أزمة قاسم ١٩٦١م :
أول صوت سمع تأييداً للكويت جاء من السعودية، وأعلنت إذاعة مكة أن أي اعتداء على الكويت هو اعتداءٌ على السعودية .
* قال عن الشيخين جابر وصباح الأحمد :
روى لي الأخ عزّت جعفر الذي قدم الكويت لتعليم الشيخين جابر وصباح اللغة الفرنسية أن جابراً يتمتع بذاكرة جيدة ويحفظ الشعر.
* قال عن لقاء الشيخ جابر الأحمد بالملك سعود بعد أزمة قاسم ١٩٦١م :
قال الملك سعود للشيخ جابر : إني أعتبر نفسي مخلصاً للكويت فهي كما قال الشاعر :
أول أرض مَسَّ جلدي ترابها.
* قال: عن سفير العراق في الأمم المتحدة ١٩٦١م:
كان الباجه جي شغوفاً بالخطابة من منبر هيئة الأمم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق